ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ ٱلْكِتَٰبَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُۥ عِوَجَا ۜ
﴿١﴾سورة الْكَهْف تفسير السعدي
الحمد هو الثناء عليه بصفاته, التي هي كلها صفات كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة, الدينية والدنيوية.
وأجل نعمه على الإطلاق, إنزاله الكتاب العظيم على عبده ورسوله, محمد صلى الله عليه وسلم.
فحمد نفسه, وفي ضمنه, إرشاد العباد ليحمدوه على إرسال الرسول إليهم, وإنزال الكتاب عليهم.
ثم وصف هذا الكتاب بوصفين مشتملين, على أنه الكامل من جميع الوجوه.
وهما نفي العوج عنه, وإثبات أنه مقيم مستقيم.
فنفي العوج, يقتضي أنه ليس في أخباره كذب, ولا في أوامره ونواهيه, ظلم ولا عبث.
وإثبات الاستقامة, يقتضي أنه لا يخبر ولا يأمر إلا بأجل الأخبارات وهي الأخبار, التي تملأ القلوب معرفة وإيمانا وعقلا, كالإخبار بأسماء الله وصفاته وأفعاله, ومنها الغيوب المتقدمة والمتأخرة.
وأن أوامره ونواهيه, تزكي النفوس وتطهرها وتنميها وتكملها, لاشتمالها على كمال العدل والقسط, والإخلاص, والعبودية لله رب العالمين, وحده لا شريك له.
وحقيق بكتاب موصوف.
بما ذكر, أن يحمد الله نفسه على إنزاله, وأن يتمدح إلى عباده به.